رابط تحميل المقال اسفل التقديم

مقدمة:

مع دخول عصر العولمة ونتيجة للتطور المطرد والمتسارع في شتى مجالات الحياة، نتج عن ذلك تطور متواز في مجال الاتصالات والخدمات الالكترونية في معظم جوانب التجارة الدولية، والذي أدى بدوره إلى التحول من الأنظمة التقليدية في إنجاز الأعمال والخدمات التجارية والبنكية، إلى استخدام شبكة المعلومات الدولية لإنجاز هذه العمليات. ولم يقتصر الأمر على التجارة بحد ذاتها، بل شمل مجالات عديدة في قطاع الخدمات التي تحولت بعد هذا التطور إلى النظام الالكتروني.

كان للقطاع البنكي النصيب الأكبر في هذا التطور، حيث إنه سمح لعملائه بتنفيذ العديد من العمليات البنكية من خلال شبكة المعلومات الدولية، إذ إن التقدم التكنولوجي الهائل في مجال الانترنيت أثر على الخدمات البنكية المقدمة لعملائها، مثل التبادل التجاري الدولي وفق مجموعة من الإجراءات والأساليب المتنوعة والمعروفة دوليا، والتي نتج عن ذلك السماح لعملاء البنوك بالبيع والشراء من خلال شبكة المعلومات الدولية، وذلك باستخدام وسائل الدفع الالكتروني التي توفرها البنوك. لذا فقد أضحى الزاما على البنوك العربية عامة والبنوك التشاركية خاصة مواجهة التحديات باتخاذ الخطوات الملائمة التي تساعدها على الانخراط في الاقتصاد العالمي والوقوف على قدم المساواة مع البنوك العالمية من خلال إعادة صياغة استراتيجياتها وانتهاج سياسات أكثر تطورا وشمولا للتحول نحو البنوك الإلكترونية بهدف مواكبة التحولات في العمل البنكي الدولي، وتطوير جودة الخدمة البنكية ورفع كفاءة الأداء مما سيعزز من قدرتها التنافسية على الساحتين الوطنية والدولية.

وعليه فالبنوك التشاركية تحتاج إلى تدعيم رضا العملاء والسعي الجاد في كسب رضاهم من خلال تقديم خدمات بنكية الكترونية بالشكل الذي يحقق التميز للبنك، ومن ثم يقوده إلى تحقيق رضا عملائه، وذلك يتمثل في حرص البنوك التشاركية على تعزيز دورها وتطويره، والذي يتمثل في توفير البنية التحتية من الشبكات والاتصالات والبرمجيات وتوفر الخبرات والكفاءات البشرية. ولهذا فالبنوك الالكترونية بمعناها الواسع ليست مجرد فرع لبنك قائم يقدم خدمات مالية فحسب، بل موقعا ماليا تجاريا واستشاريا شاملا له وجود مستقل على الخط يتم التعاقد معه للقيام بخدمات أو تسوية المعاملات أو إتمام

الصفقات على مواقع الكترونية وهو ما يمثل تحدي في ميدان البنوك الالكترونية.

1 - معتز السعيد، أثر جودة الأعمال الالكترونية على جودة الخدمات المصرفية، مجلة دراسة المعلومات السنة 2012، العدد 13 الصفحة 10 2 علي عبد الله، نظم الدفع الالكترونية ومخاطرها، ووسائل الرقابة عليها، مجلة جامعة الأزهر، السنة 2010، العدد الأول، الصفحة 100 3 - محتوب بحرصي واقع وأفاق البنوك الالكترونية، المجلة الغربية الدولية المعلوماتية، المجلد الثاني السنة 2013، العدد 3 الصفحة 60 4 - زياد رمضان الاتجاهات المعاصرة في إدارة البنوك، الطبعة الرابعة مطبعة وائل للنشر والتوزيع السنة 2013، الصفحة 5 5 - عبد القادر بريش جودة الخدمات المصرفية كمدخل لزيادة القدرة التنافسية للبنوك مجلة اقتصاديات، السنة 2005 العدد 43

الصفحة 13 6 - سامر جلدة البنوك التجارية والتسويق المصرفي، الطبعة الأولى، مطبعة دار أسامة للنشر، السنة 2002، الصفحة 43.

فنشأة فكرة هذه البنوك تعود لعام تربتي نيز، حيث قام في ذلك الوقت أربعة من البنوك الكبرى في بعرض الخدمات البنكية المتزلية من Citibank, Chase Manhattan Chemical( نيويورك وهي خلال نظام البث النصي (Videotex) والذي كان يعمل بأنظمة الاتصال الهاتفي، واستخدام لوحة المفاتيح الرقمية لإرسال التعليمات عن طريق إشارات إلى البنك تشرح فيها كيفية أداء المعاملات، ونظرا العدم الرواج التجاري لنظام البث النصي (Videotex) بدوره لم يلق العمل البنكي من داخل المنزل رواحا في ذلك الوقت.

ولقد بدأت الخدمة البنكية عبر الأنترنيت كما هو معروف في السادس من أكتوبر من العام 1995 في هذا اليوم كان بنك (Presidentiel saving bank) أول منشأة مالية توفر خدمة الانترنيت البنكي للاستخدام من قبل العملاء العاديين، وسرعان ما انتشر هذا الابتكار ولاسيما لدى بنوك مشهورة مثل بنك (Chase manhattan) وبنك Wells fargo)، في حين أن العديد من مستخدمي البنوك كانوا مترددين في وضع ثقتهم ومعاملاتهم المالية في تصرف المواقع الالكترونية، لكن ونظرا لما تتضمنه الخدمات البنكية عبر الانترنيت من مزايا وفوائد استطاعت التغلب على هذه المخاوف وفرضت وجودها على الغالبية في نهاية المطاف.

ثم إن الخدمات البنكية المنزلية التي قدمت في التسعينيات شملت عرض لكشف الحساب، والتحويلات وسداد الفواتير، حيث لا تزال هذه الخدمات هي الأكثر شعبية في صناعة الخدمات البنكية عبر الانترنيت إلى يومنا هذا، ومع ذلك يوجد مجموعة متنوعة من الخدمات الأخرى التي يمكن الوصول إليها عبر الانترنيت أيضا، وهي تشمل التحويلات المالية بين حسابات التوفير والحسابات الجارية، بالإضافة إلى علنيات بيع وشراء الاستثمارات.

وعندما تم إطلاق الخدمات البنكية عبر الانترنيت في عام 1995، توقع مبتكروه بأن يحل محل الخدمات البنكية التقليدية بسرعة كبيرة، وبالرغم من أن الانتقال الكامل إلى الانترنيت لا يزال ممكنا، إلا أنه من المرجح بقاء كلا من النوعين وبالشكل الذي يكمل كل منهما الآخرة، فبينما يفضل الكثير من الناس الخدمات البنكية عبر الانترنيت لأداء الأعمال اليومية لما توفره من راحة، إلا أن العديد منهم يفضل التوجه للبنوك التقليدية لإيداع الشيكات وأداء

رابط التحميل

https://drive.google.com/file/d/1c4HhOCZ_7lv7Pwn6abuvnstrDItN-z6M/view?usp=drivesdk