مقدمة
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى اله وصحبه ومن تبعه بإحسان الى يوم الدين.
وبعد، فالاقتصاد الاسلامي يقوم على أساس الكسب الحلال والابتعاد عن المعاملات التي تتعارض مع أحكام الشريعة الاسلامية، وتشجيع التجارة وتحريم الربا، هذا الاخير الذي انتشر بكيفية واسعة في البنوك التقليدية وعصف باقتصاديات الدول الرأسمالية الغربية وخلف أزمة مالية خانقة، انعكست أثارها على مختلف دول العالم،
في حين بقيت البنوك الاسلامية صامدة، ونجحت بجميع المقاييس في التصدي للأزمات المالية والاقتصادية داخل الدول التي اعتمدتها سواء كانت عربية أو غربية
وبالتالي فالأساس الذي قامت عليه البنوك الإسلامية هو تطهير العمل المصرفي من إثم الربا، وهذا هو الفارق الجوهري بين المؤسسات التقليدية، التي تعتمد على أسلوب الفائدة القرض نظير نسبة محددة من العائد مرتبطة بالزمن، والبنوك الإسلامية التي تستعيض عن أسلوب الفائدة بأسلوب المشاركة الذي يقوم على توزيع الأرباح، وتوزيع مخاطر العمليات الاستثمارية بين الأطراف الممول وطالب التمويل، وذلك استجابة لقول الحق سبحانه وتعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ لَا تَظْلِمُونَ وَلَا تُظْلَمُونَ "
وقد أدى ظهور البنوك الاسلامية وما تقدمه من منتجات مالية إلى المساهمة بشكل كبير في رفع وتيرة التنمية الاقتصادية في النصف الثاني من القرن الماضي، وقد زاد
ا حليمة بن حفوه المرابحة في البنوك التشاركية مجلة المنبر القانوني العدد التاسع، أكتوبر 2015 ص 17 محمد البوشواري، محاضرات في فقه المعاملات، الطبعة الثانية 2012، مكتبة قرطبة حي السلام، أكادير، ص 38
سورة البقرة، الآية 278
المرابحة المصرفية في القانون المغربي
الاهتمام بها بعد الفشل الذي عرفته الانظمة المالية التي تعتمد على الفوائد الربوية، وأضحت بذلك البنوك الاسلامية حقيقة ثابتة في المجتمعات المعاصرة.
وكانت بداية نشأة البنوك الإسلامية، مع بنوك الادخار المحلية التي أنشئت في الأرياف المصرية سنة 1963 بمدينة ميت غمر، بإشراف الدكتور أحمد عبد العزيز النجار والتي أخذت بنظام لا ربوي يقوم على روابط وعلاقات مباشرة وعلى ثقة متبادلة بين البنك والفلاحين،
وحققت هذه التجربة البسيطة نجاحا لافتا، وفسحت المجال أمام تجارب مماثلة بدأت في العقد السابع من القرن المنصرم بإنشاء بنك ناصر الاجتماعي المصري سنة 1971،
وبعد ذلك أنشيء البنك الاسلامي للتنمية سنة 1975، في مدينة جدة في المملكة العربية السعودية، وفي ذات السنة أنشيء بنك دبي الإسلامي بالإمارات الذي يعد الطفرة النوعية الحقيقية التي كرست العمل المصرفي الإسلامي المتخصص على أرض الواقع، وتوالى بعد ذلك إنشاء المؤسسات المالية الإسلامية حتى وصلت إلى غاية 1997 حوالي 150 مؤسسة مصرفية ومالية تدير استثمارات تقدر بحوالي 750 مليار دولار غطت معظم بقاع العالم
https://drive.google.com/file/d/1Ww0hbVT0S3Vsc1BEVzFjiU_Icj5BVZH2/view?usp=drivesdk
أنظر جميع مقالات هذا الموضوع :
- رسالة ماستر بعنوان رقابة قضاء الإلغاء على مشروعية القرارات المتعلقة بالتعمير
- رسالة ماستر بعنوان أحكام التصرفات في فترة الريبة
- رسالة ماستر بعنوان العقد الرياضية المرتبطة بكرة القدم
- قانون الأسرة المغربي أمام القانون الأوربي أي إمكانية التطبيق
- رسالة ماستر بعنوان الحماية القضائية لمصلحة القاصر في مدونة الأسرة
- رسالة ماستر بعنوان المقاربة التشاركية في تدبير الشأن العام الترابي
أنظر جميع مقالات هذا الموضوع :
- أطروحة القاضي الإداري و قواعد القانون الخاص
- التدبير العمومي المحلي وإشكالية التحديث أطروحة لنيل الدكتوراه
- أطروحة تحت عنوان المظاهرة القانونية لحماية المستهلك
- أطروحة العقد المبرم بطريقة الكترونية
- أطروحة حماية المستهلك بين القوانين العامة والخاصة
- أطروحة الوالي والعامل في التنمية المحلية
أنظر جميع مقالات هذا الموضوع :
- بحث تخرج الملحقين القضائيين بعنوان أحكام التعدد بين مدونة الأسرة و العمل القضائي
- بحث تخرج الملحقين القضائيين بعنوان المحاكمة العادلة بين النظرية و التطبيق
- بحث تخرج الملحقين القضائيين بعنوان إشكالية الحضانة في الزواج المختلط
- بحت تخرج الملحقين القضائيين بعنوان جنح اهمال الاسرة بين القانون الجنائي ومدونة الاسرة 2015
- بحث تخرج الملحقين القضائيين بعنوان التحكيم في نزاعات الشغل
- بحث تخرج الملحقين القضائيين بعنوان الجريمة المعلوماتية على ضوء العمل القضائي المغربي