رابط تحميل البحث اسفل التقديم

مقدمة

شكل التطور الرقمي الحاصل في المجتمعات المتقدمة قفزة نوعية في المجال الإداري.

الشيء الذي انعكس إيجابا على الإدارة العمومية من خلال إدراج نظام البرمجة المعلوماتية داخل نسق عمل الإدارة، وذلك بهدف تحديث وإصلاح الأخيرة وترشيد العمل الإداري وحماية المرتفقين المستفدين من خدماتها.

ونتيجة لهذا التطور التكنولوجي الذي تنامى في ظل الثورة المعلوماتية، عرف العالم بروز متسلسل الجيل جديد من المفاهيم ذات الطابع الرقمي بدءا بمفهوم نظم المعلومات الإدارية ومرورا بمفهومي التجارة الإلكترونية والأعمال الإلكترونية، تلاها مصطلح

8/225

الحكومة الإلكترونية، وانتهاء بظهور مفهوم شامل عرف بالإدارة الإلكترونية.

وقد تعددت تعريفات هذه الأخيرة وزوايا التعاطي مع مفهومها النظري بين المهتمين الذين تعرضوا لهذا المفهوم، فقد عرفتها منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية على أنها استعمال لتكنولوجيا الإعلام والاتصال كوسيلة لتحقيق الإدارة لأحسن جودة ممكنة. في حين اعتبرتها الأمم المتحدة على أنها نظام حديث تتبناه الحكومات، باستخدام شبكة الإنترنت في ربط مؤسساتها بعضها ببعض، وربط مختلف خدماتها بالمؤسسات الخاصة والجمهور عموما، ووضع المعلومة في متناول الأفراد لخلق علاقة شفافة تتسم بالسرعة والدقة. وتهدف للارتقاء بجودة الأداء، أما البنك الدولي فقد لخص فحواها في أنها

ا فداء حامد الإدارة الإلكترونية الأسس النظرية والتطبيقية، ط الأولى 2015 م. ط دار الكندي للنشر والتوزيع، عمان، ص 5 سمية بو مروان الحكومة الإلكترونية ودورها في تحسين أداء الإدارات الحكومية دراسة مقارنة ط الأولى 2014، م. ط القانون

والاقتصاد الرياض، ص 8.

بدرية الطريق دور الإدارة الرقمية في تحديث وعصرنة الإدارة العمومية بالمغرب مقال بمجلة استشراف للدراسات والأبحاث

49 القانونية، ع 3 أبريل 2019، ص 48 و

سلسلة تهتم بنشر الأبحاث الجامعية المعمقة

2

العدد 65 من سلسلة الأبحاث بعنوان التدبير الإلكتروني لعمليات التحفيظ - إعداد الباحث مصطفى الدرعي

تكنولوجيا المعلومات التي تمتلك قدرة تحويل العلاقات مع المواطن والأعمال بأسلوب أسرع وأدق، وبعيد عن البيروقراطية.

وعرفها أيضا البعض على أنها عملية تطبيق تكنولوجيا المعلومات في تقديم الخدمات العامة والخاصة من خلال وسائل الاتصال الحديثة كالإنترنت بهدف إيصال الخدمات للمواطن أو العميل وزيادة التأثير الإيجابي على مجتمع الأعمال وجعل الإدارات تعمل بكفاءة وفاعلية عاليتين. في حين اعتبرها البعض الآخر على أنها فرع معرفي حديث يدخل ضمن مواضيع علم الإدارة وهي لا تشكل بديلا للإدارة التقليدية، بقدر ما هي نمط جديد في الإدارة وامتداد للفكر الإداري بدءا من المدرسة الكلاسيكية ومرورا بالمدارس الحديثة خاصة مدرسة علم الإدارة، وهكذا فالإدارة الإلكترونية تجسيد لموجة الفكر الإداري المتحالف بشدة مع تقنيات المعلومات والاتصال.

وقد عرف المشرع المغربي من خلال المادة الأولى من مشروع قانون المدونة الرقمية. الإدارة الإلكترونية على أنها - مجموعة التكنولوجيات والاستعلامات المرتبطة بالإمكانية المتاحة أمام المستعمل سواء كان شخصا ذاتيا أو معنويا من أجل إخباره وتوجيهه ولتمكنيه من مباشرة المساطر الإدارية بواسطة الخدمات عبر الخط وكذا بإمكانية الإدارة

رابط التحميل

https://drive.google.com/file/d/1PS1Q24eOtR6YmZb0fQYulT36beO2Q-Q7/view?usp=drivesdk