رابط تحميل البحث اسفل التقديم

مقدمة

إن الفكر البشري قد عرف منذ أمد بعيد المسؤولية القانونية للأطباء من أخطائهم، فإن هذه المسؤولية لم تحظ في يوم من الأيام بمثل هذا الاهتمام الذي تلقته في عصرنا الحاضر، ولعل أهم الأسباب التي أدت إلى ازدياد أهمية المسؤولية الطبية هي تطور العلم وتقدمه في ميدان الطب، وتبدو حساسية هذا الميدان من خلال اتصاله بالجسم الإنساني وما يقتضيه من احترام وتقدير.

كما تعتبر مهنة الطب من أنبل المهن الإنسانية ويشير التاريخ الإنساني عبر مراحله المختلفة إلى ضرورة تحلي الطبيب بالضوابط الأخلاقية لحماية مرضاه ويتعين عليه احترام سلامة جسم الإنسان والمحافظة على أرواح الناس أثناء ممارسة واجباته قانونيا كانت أو أخلاقيا.

كما اهتم بلد اليونان في مرحلة الأولى من التاريخ بفن الطب وإن اختلط عنده بالسحر والشعوذة حتى جاء أبيقراط الذي أسس علم الطب على قواعد علمية، واعتنى بالجانب الأخلاقي للمهنة، وتجدر الإشارة إلى أن المسؤولية المدنية للأطباء لم تمنع الطب من التطور خاصة في المجال الجراحي، حيث تجاوز حدود مهمته الأصلية والمتمثلة في الوقاية والعلاج من الأمراض فأصبح يحقق للإنسان السعادة والترف من خلال أثير الجدل بشأنها، سواء من حيث مشروعيتها، أو من حيث أساس المسؤولية والإثبات فيها ومرد ذلك إلى طبيعة المبتغى من ورائها والمتمثل في التجميل فقط ومع

- داودي صحراء مسؤولية الطبيب في الجراحة التجميلية، مذكرة لنيل شهادة الماجستير، كلية الحقوق والعلوم

الاقتصادية، جامعة قاصدي مرباح ورقلة، الجزائر سنة 2005 - 2006، ص 1

محمد بلفقير : علاقة الطبيب بالمريض في ضوء قواعد المسؤولية المدنية، مجلة القانون المدني، العدد الثاني

211 2015، ص

جواد بوير المسؤولية الجنائية للطبيب في جراحة التجميل، رسالة لنيل دبلوم الماستر في القانون الخاص، جامعة القاضي عياض، كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية، مراكش 2010 - 2011، ص 1

التقدم الطبي الذي شهده العالم أخذت جراحة التجميل موقعها من العمل الطبي، وأصبح لها نظامها وأصولها وتعاليمها.

أما عن تاريخ جراحة التجميل، فيظهر أن هذا النوع من الطب قد عرف منذ القديم عند الهنود وقد مارسه الطبيب الهندي سوسروتا Susrutha الذي استخدم ترقيع الجلد في القرن الأول قبل الميلاد.

وعند الرومان، استخدم أطباء الرومان تقنيات بسيطة مثل إصلاح الأضرار اللاحقة بالأذن بدأ من القرن الأول قبل الميلاد، وعند الأوروبيين أفادت المصادر التاريخية الطبية أنه في منتصف القرن الخامس عشر ثم صنع أنف جديد لشخص بعد أن أكلتها الكلاب عن طريق استقطاع الجلد من منطقة خلف الذراع، ولم تنتشر في أوروبا إلا في القرنين 19 و 20، أما في أمريكا فإن أول من أجرى عملية تجميلية هو الدكتور جون بترميتار عام 1827، ثم جاء » Calfet plate « الذي أجرى عملية Dr.Johnpeter Mttauer النيوزيلاندي هارولدجيلز الذي يعتبر أب الجراحة التجميلية الحديثة، ثم تلاه تلميذه الدكتور أرشبالد ماكيندو" « Archibald Mcindo الذي يعتبر رائد هذه الجراحة.

وتعد الحرب العالمية الأولى والثانية مرحلة مهمة من التاريخ السياسي والاقتصادي وكذلك الطبي، إذ أن هذه الحروب من الأحداث التي أثرت في تاريخ عمليات التجميل وأدت إلى تطورها وشيوعها، فالقول المأثور يقول الحاجة أم الاختراع، واندلاع الحرب العالمية جعل من عمليات التجميل حاجة ملحة بالنسبة لملايين البشرة.

ليلى الحشالي: المسؤولية المدنية للطبيب في جراحة التجميل، بحث لنيل شهادة الماستر في القانون المدني، جامعة

ابن زهر كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية، أكادير 2014 - 2015، ص 6 - 7

- محمد أكرم المسؤولية الجنائية للطبيب من خلال التجربة المغربية، مجلة المحاكم المغربية، عدد 149 السنة -40 تونير - دجنبر 2015، ص

هبة مصطفى تاريخ عمليات التجميل، كيف تطورت عملية التجميل؟ مقال منشور بالجريدة الإلكترونية

.http.tajmeeli.com، منشور بتاريخ 14 نوفمبر 2016 . تم الاطلاع عليه بتاريخ 2018/10/4 على الساعة

06:18

رابط التحميل

https://drive.google.com/file/d/1U482l35CEam71vphgvTs1sjWjN5A7Cqe/view?usp=drivesdk