تقديم
يعتبر موضوع السب والقذف عبر وسائل التواصل الاجتماعي والمواقع الإلكترونية، من أهم المواضيع التي أصبحت تشغل حيزا هاما في حياة الناس بسبب ما أصبحت تتيحه هذه الوسائل من هامش غير محدود للحرية وللتواصل أيضا. فبفضلها أصبح التواصل بين الأفراد يتم في عالم افتراضي بسرعة كبيرة وينتشر بين عدد غير محدود من الناس في وقت جد قياسي.
لقد سمحت تكنولوجيا المعلومات والاتصال عموما ومواقع التواصل الاجتماعي وما في حكمها على وجه الخصوص بمساحات واسعة من حرية الرأي والتعبير لأوسع الشرائح الاجتماعية وتوارت العديد من الأبعاد عند ممارسة هذه الحرية كالبعد المكاني والبعد المادي وتلاشت مجموعة من القيود أمام هذه الحرية ولم تصمد أمام قوة وجبروت التقنية والتكنولوجيا.
وأمام هذه المساحات الشاسعة للتعبير والتعليق والانتقاد والموالاة وغيرها من المواقف طرح سؤال المسؤولية عند ممارسة هذه الحقوق والحريات.
فلا حرية بدون مسؤولية كما طرح الفلاسفة والمفكرون والفقهاء منذ التأصيل والتأسيس الأول لمفهوم الحرية. ولا تعطى الحرية أصلا إلا لمن له المكنة والقدرة على تحمل تبعاتها واستعمالها استعمالا مؤطرا بالقوانين أولا، المكتوب منها وغير المكتوب، ومؤطرا ثانيا بحقوق وحريات الآخرين أفرادا كانوا أو جماعات أو هيآت، ومؤطرا أخيرا بقيم المسؤولية والحرص على تماسك المجتمع ومصالحه الجماعية العليا.
لذلك ينبغي أن يكون معلوما أنه بقدر التمسك بالحق والحرية في الرأي والتعبير بمختلف الأشكال والمكن التي تتيحها تكنولوجيا الاتصال الحديثة،
5
جرائم السب والقذف عبر وسائل التواصل الاجتماعي والمواقع الإلكترونية .
د. سعيد الوردي
بالقدر الذي ينبغي فيه استحضار المسؤولية عند الممارسة ونشر الوعي بين الممارسين والمستعملين، بأنه لكي يتمكن الجميع من ممارسة هذا الحق وتلك الحرية لابد لكل حق أو حرية أن يقف عند حقوق أو حريات الآخرين. فهذا هو الضمان الوحيد لهذه الحقوق والحريات لكي تبقى وتتقوى وتكسب مساحات أخرى.
ويندرج هذه الكتاب الذي تتشرف بتقديمه للقارئ الكريم اليوم، في سياق نشر هذا الوعي بالمسؤولية عند ممارسة الحق أو الحرية في علاقتها بمواقع التواصل الاجتماعي والمواقع والتطبيقات الإلكترونية عموما. وهو المؤلّفه الدكتور سعيد الوردي المعروف بكتاباته القانونية الهادفة والمنتقاة بعناية. كما أنه موسوم بأسلوبه السلس الذي يستهدف إيصال المعرفة القانونية لأوسع جهور ممكن.
مقاربة الدكتور سعيد الوردي لإشكالية الحرية والمسؤولية داخل فضاء مواقع التواصل الاجتماعي والمواقع والتطبيقات الإلكترونية عموما هي وإن كانت في ظاهرها مقاربة قانونية وقضائية من خلال بيان أحكام ونطاق جرائم السب والقذف عبر وسائل التواصل الاجتماعي والمواقع الإلكترونية، فإنها في عمقها مقاربة اجتماعية وقيمية لما يكمن تسميته بظاهرة التعسف والشطط في ممارسة حرية التعبير عبر وسائل التواصل الاجتماعي والمواقع الإلكترونية التي تعرفها المجتمعات المعاصرة اليوم ومن بينها مجتمعنا المغربي.
فهي مقاربة من قلب الواقع المعيش والذي أفرز نقاشا مجتمعيا وحقوقيا
https://drive.google.com/file/d/10vorOBPYZaGu0on1hTU-HnkwJu8o7i0E/view?usp=drivesdk
أنظر جميع مقالات هذا الموضوع :
- المساطر الجماعية ودورها في تعميم التحفيظ اطروحة
- الإثبات في عقود التبرعات العقارية الوقف والهبة نموذجا
- خصوصية التقاضي أمام محكمة الإحالة رسالة ماستر
- رسالة ماستر بعنوان المسؤولية الجنائية للصيدلي
- رسالة أزمة القواعد العامة للتعاقد في ظل إجراءات الوقاية والمعالجة من صعوبات المقاولة
- الإفراغ على ضوء قانون الكراء التجاري
أنظر جميع مقالات هذا الموضوع :
- أطروحة حماية المستهلك بين القوانين العامة والخاصة
- أطروحة القرار التنظيمي في القانون العام المغربي
- أطروحة المنازعات الجبائية في مجال الضرائب المباشرة بالمغرب
- إثبات دعوى استحقاق العقار غير المحفظ
- دكتوراه القرار التنظيمي في القانون العام المغربي
- أطروحة التدبير الجماعي وإشكالية التدخل التنموي
أنظر جميع مقالات هذا الموضوع :
- بحث تخرج الملحقين القضائيين بعنوان الدليل العملي و دوره في اقناع القاضي الجنائي
- بحث تخرج الملحقين القضائيين بعنوان الهبة والصدقة إشكالية حوز الموهوب له من خلال أدلة الفقه والقضاء
- بحث تخرج الملحقين القضائيين بعنوان القضاء والعدالة التعاقدية
- بحث تخرج الملحقين القضائيين بعنوان الطعن بالزور الفرعي بين النص القانوني و العمل القضائي
- بحث تخرج الملحقين القضائيين بعنوان الإنذار العقاري على ضوء العمل القضائي