رابط تحميل المقال اسفل التقديم

88

إن موضوع محددات سياسة المغرب الخارجية وأبعادها ، يقتضي الأمر في البداية تحديد العديد من المؤثرات والمتغيرات الأساسية التي بواسطتها تقوم المملكة وتدعيم مصيرها ودعم توجهاتها والدفاع عن مصالحها سواء على مستوى البعدين الإقليمي أو الدولي لا سيما في عصر العولمة، حيث السهولة الكبيرة في المعلومات وظهور اقتصاد المعلومات، لنقوم بالتالي كخطوة ثانية في هذا البحث باستعراض الخطوط العريضة عن كيفية صناعة القرار في مجال السياسة الخارجية المغربية.

المبحث الأول: السياسة الخارجية المغربية المحددات

المطلب الأول: محددات وضوابط السياسة الخارجية المغربية

الفرع الأول: المحددات الثابتة

الأمر يتعلق بجملة من المحددات التي تحكم سياسة المغرب الخارجية، والتي

يمكن أن نوجزها كالتالي:

أولا: العامل التاريخي

يشكل الثقل التاريخي للدولة الأمة المغربية، وارثها الحضاري والروحي، قوة ومناعة الذاتية الوطنية بالحفاظ على مقوماتها المتجذرة واغنائها عبر قرون ولعل تاريخ العلاقات المغربية الإفريقية في هذا الصدد بعد مثالا بارزا لاكتشاف درجات تأثير تلك

شؤون استراتيجية

العدد 6

2019 يونيو

العلاقات على القرار الخارجي المغربي الذي يهدف لإنعاش وتدعيم. عوامل التعاون والتأزر والسلام داخل القارة السمراء، والحد ما أمكن من عوامل الفرقة والنزاع والتخلف 157 .

فلقد تميزت العلاقات المغربية الإفريقية بالاستمرارية التاريخية 158، إذ شكلت المسألة الموريتانية، في هذا الصدد إيان حركة الاستقلال التي عرفتها إفريقيا، نقطة هامة في السياسة الخارجية للمغرب، إذ واكبت المطالبة المغربية ظرفية خاصة تمثلت في حركة التحرير، الأمر الذي انعكس على المنظور المغربي للقضية وتفاعلاته بشأنها

على مستوى مجموعة الدار البيضاء، ومنظمة الوحدة الإفريقية 159.

ومع وفاة المغفور له محمد الخامس وتنصيص ميثاق الوحدة الإفريقية على احترام الحدود الموروثة عن الاستعمار وتخلى السنغال عن مطالبها في موريتانيا، وأمام غياب أي سند من طرف البلدان الإفريقية ورغبة المغفور له الحسن الثاني في طي الصفحة، ثم الاعتراف باستقلال موريتانيا بمناسبة انعقاد المؤتمر الإسلامي بالرباط سنة 1969. ومن جهة ثانية لعبت السنغال إبان أزمة الصحراء" دور الوسيط بين المغرب وموريتانيا على أساس أن الدولتين طالبتا بالسيادة على الصحراء. وكان أول مؤشر

الزيادة التي قام بها Denkhor للرباط في شتنبر 1601970

غير أنه سرعان من تراجع هذا الدعم" بسبب ما اعتبره البعض "احتلالا" من طرف المغرب لجزء من الصحراء كان قد منح الموريتانيا بمقتضى اتفاق بين إسبانيا، المغرب وموريتانيا اتفاقية مدريد). وعليه، شكلت قضية الصحراء اختبارا آخر العلاقات المغرب بإفريقيا بعد الاستقلال.

157 الحاج محمد غومريس السياسة الخارجية المغربية، مقارنة إبستمولوجية وتجريبية"،

الطبعة الأولى 2001، دار القلم للطباعة والنشر والتوزيع، ص: 11 - 12 158 باستثناء فترة الاستعمار الفرنسي، حيث توجهت النخبة السياسة المغربية - بشكل ذو محتوى براغماتی ضعیف - للمشارقة، لم تستحق العلاقات مع إفريقيا توقفا يستحق الذكر.

150 الحاج محمد غومريس، مرجع سابق، ص 14

15 160 نفس المرجع، ص

89

رابط التحميل

https://drive.google.com/file/d/1wW12_Xv7hwzGNecUcnYd4Je1y45wm8I9/view?usp=drivesdk