رابط تحميل المقال اسفل التقديم

ملخص:

خلال السنوات الأخيرة أصبح المغرب يعيش على وقع أزمة مائية جد صعبة ساهمت في بروزها العديد من العوامل والمسببات الشيء الذي جعل هذه الأزمة بمثابة تحدي حقيقي لدى كافة صناع القرار قصد إيجاد حلول ناجعة لتحقيق أمن واستدامة الموارد المائية ببلادنا، هذه الحلول التي تصطدم بالعديد من الإكراهات والمعيقات أثناء تنزيلها، بحيث تحاول هذه الدراسة تسليط الضوء على الوضعية الحالية الأزمة المائية بالمغرب والسيناريوهات المستقبلية ومسببات هذه الأزمة، إضافة إلى اكراهات وسبل تحقيق استدامة الموارد المائية ببلادنا.

الكلمات المفاتيح الأمن المائي - مسيات الأزمة المالية - سبل الاستدامة

Abstract:

In recent years, Morocco has faced a particularly difficult water crisis, fuelled by many factors and causes, making this crisis a real challenge for all decision-makers to find effective solutions to ensure the security and sustainability of water resources in our country. However, these solutions come up against numerous constraints and obstacles during their implementation. This study therefore aims to shed light on the current situation of the water crisis in Morocco, future scenarios and the causes of this crisis, while addressing the constraints and means of ensuring the sustainability of water resources in our country.

Keywords: Water security Causes of the water crisis Paths to sustainability

95

ISSN 2605-6496. Journal of the Geopolitics and Geostrategic Intelligence, Vol. 4, No 4,pp 95-106 Nov 2024

تقديم:

يعتبر الماء عنصرا هاما في حياة البشرية جمعاء، وركيزة أساسية لضمان أمن واستقرار الشعوب، وعماد حقيقي لضمان الأمن الغذائي وتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية، لكن هذا المورد الهام والحيوي أصبح في وقتنا الحاضر يسير في منحى تنازلي جد مخيف لدى العديد من دول العالم. وهذا راجع إلى العديد من العوامل البيئية والمناخية والاقتصادية والاجتماعية التي ساهمت في بروز هذه الأزمة وتفاقمها، إذ تجد العديد من الدول نفسها ما بين مطرقة قلة الموارد المائية وسندان تحقيق التنمية.

فالمغرب بتنوعه الجغرافي يعرف مناخا جد متقلب مما يمنع تساقطات مطرية غير منتظمة الشيء الذي يعطينا موارد مائية موزعة توزيعا غير متكافئ ما بين مدن وأقاليم المملكة، لكن وخلال الظرفية الراهنة فالمغرب أصبح يعاني من قلة التساقطات المطرية الشيء الذي أثر وبشكل كبير على الفرشة المائية وجعل بلادنا تعيش حالة إجهاد مائي هيكلي مما يدل على أننا نعيش أزمة مائية جد صعبة وتحمل في طياتها سيناريوهات مستقبلية جد مخيفة، وما يعزز هذا الطرح هو الأرقام والمؤشرات التي تدل على أن المغرب ليس على مقربة من الأزمة بل إنه يعيش الآن زمن الأزمة، ولعل إشارة جلالة. الملك محمد السادس نصره الله في أكثر من مناسبة وأكثر من خطاب إلى إشكالية ندرة المياه أكبر دليل على الوضعية الحرجة التي تعرفها بلادنا فيما يتعلق بمشكل قلة الموارد المائية.

وبالتالي فقد أصبح مشكل الماء بالمغرب بمثابة الشغل الشاغل لكافة صناع القرار، خصوصا وأن الأزمة الحالية تستدعي التعبئة وكذا تضافر الجهود من قبل كافة الفاعلين قصد مصارعة الزمن بقية إيجاد حلول ناجعة وفعالة لتحقيق الأمن المائي بالمغرب بشكل مستدام يضمن حق الأجبال الحالية وكذا القادمة في الاستفادة من هذا المورد الطبيعي الهام الذي تأثر وبشكل كبير بفعل الأزمة الحالية، فإلى أي حد أثرت الأزمة الحالية على الموارد المائية بالمغرب وكيف السبيلنحو تحقيق مستقبل مالي مزدهر و مستدام ؟ وللإلمام بهذا الموضوع ستركز على دراسة الأزمة المائية بالمغرب (الفقرة الأولى) ثم التطرق إلى الآليات الكفيلة بضمان أمن مائي مزدهر ومستدام بالمغرب (الفقرة الثانية).

الفقرة الأولى: الأزمة المائية بالمغرب

يعيش المغرب في الوقت الراهن على وقع أزمة مائية غير مسبوقة وظرفية حرجة لم يشدها المغرب منذ ستينيات القرن الماضي، هذه الأزمة التي ظلت تتفاقم سنة بعد أخرى وتندر بسيناريوهات مستقبلية جد صعبة (أولا) حيث ساهمت العديد من العوامل والمسببات في بروز هذه الأزمة وتفاقمها (ثانيا )

أولا: الوضعية الحالية للأزمة المائية وانعكاساتها المستقبلية

بين 1960 إلى مكعب إلى حوالي 650 متر مكعب في السنة خلال الفترة الممتدة ما بي 2020، مما يضع المغرب فيما يعتبر حالة اجهاد مالي هيكلي (أقل 1000 متر مكعب) بحيث يقترب وبشكل كبير من العتبة المطلقة لندرة المياه والتي تبلغ 500 متر مكعب للفرد خلال السنة.

شهد المغرب خلال السنوات الأخيرة تراجعا كبيراً في مستوى الموارد المائية فقد ظلت الوضعية المائية ببلادنا تفاقم سنة بعد أخرى إذ سجل المغرب خلال السنوات الأخيرة معدلات غير مسبوقة منذ ستينيات القرن الماضي، حيث أن الفترة الممتدة ما بين 2018 إلى 2022 تعد من أشد الفترات جفافا على الإطلاق بلادنا، إذ إن إجمالي الواردات بلغ حوالي 16.7 مليار مكعب وهو أدنى معدل الإجمالي الواردات خلال خمس سنوات مثالية، بعد أن تم تسجيل 17.6 مليار مكعب كحد أدنى خلال الفترة الممتدة من 1991 إلى 1995 كما انتقل معدل نصيب الفرد من المياه المتعددة من 2560 متر من

أما فيما يخص التساقطات المطرية فقد سجل المغرب خلال الفترة ما بين 2019 و 2022 عجزاً كبيراً بلغ ناقص 327 مقارنة بالمعدل المناحي العادي للفترة ما بين 1981-2010. كما أن هذا المنحى أحد في التراجع بحيث تراوح معدل التساقطات المطرية خلال سنتي 2022 و 2023 ما بين 30 ملم و 846 ملم أي بلغ ناقص 66% مقارنة بالمعدل السنوي، كما أن الفترة الممتدة بين 1 شتنبر 2023 إلى حدود 18 يناير 2024 بلغ معدل التساقطات على الصعيد الوطني 32.2 ملم أي بناقص 51% من التساقطات مقارنة مع معدل نفس الفترة من السنة الماضية حيث سجل خلالها 66.3 ملم وبالتالي فالتساقطات المطرية ببلادنا أخذت منحى تنازلي الشيء الذي جعل حقيقة ملء السدود تعرف تراجعا كبيرا إذا عرف المغرب خلال السنوات الأخيرة نسبة ضعيفة في ملء السدود بلغت مستويات جد ضئيلة خلال سنة 2020 مقارنة بنفس الفترة من السنوات السابقة.

1) وزارة التجهيز والماء لجنة البنيات الأساسية والطاقة والمعادن الوضعية المانية الحالية والتدابير الاستعجالية المتحدة 6 يوليوز 2022 م: 8 مجلس النواب: " تقرير مجموعة العمل الموضوعاتية المكلفة بتقييم السياسات المائية - الولاية التشريعية الحادية عشر 2021-2026 السنة التشريعية الثانية

41 2022-2023 دورة أبريل 2023، ص

المجلس الاقتصادية والاجتماعي والديني التقرير السنوي سنة 2022، ص: 85

) وزارة التجهيز والماء لجنة البنيات الأساسية والطاقة والمعادن والبيئة " وضعية الموارد المائية ببلادنا الإجراءات المتخذة والبرنامج الاستعمالي الضمان الماء .

الأربعاء 24 يناير 2024، میں: 5

96

رابط التحميل

https://drive.google.com/file/d/1v854dZ_oyZzyzJbOZPdGzBYKQIiNdDNq/view?usp=drivesdk