مقدمة
يرتبط الإنسان بالعقار ارتباطا وثيقا منذ ولادته وإلى ما بعد موته، مصداقا لقوله تعالى " مِنها خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى ".
ونظرا لهذا الارتباط الوثيق، فقد سعت البشرية ومنذ القدم إلى خلق وابتداع قواعد و قوانين من شأنها حماية الملكية العقارية وتحصينها ضد كل اعتداء أو غصب.
على أن نظام السجلات العينية يبقى من أفضل ما ابتكرته البشرية على الإطلاق في هذا الشأن، بحيث أنها تضبط الملكية العقارية في جميع أوجهها الشكلية والموضوعية وذلك بإدراج جميع التغييرات الطارئة على العقار في السجل العقاري، سواء تعلقت هذه التغييرات بحالة العقار المادية أو القانونية، مما يجعلها بمثابة الحالة المدنية للعقار.
وقد أدخل المستعمر الفرنسي هذا النظام إلى المغرب بمقتضى ظهير 12 غشت 1913 المتعلق بالتحفيظ العقاري، وإن كانت الغاية من ذلك هي تثبيت الملكية العقارية للفرنسيين، وذلك بنزع ملكيتها من أصحابها بأثمان بخسة. فإن المشرع المغربي ارتاى الإبقاء على هذا القانون بعد الإستقلال نظرا لمزاياه الكثيرة منها:
ا الآية 54 من سورة طه استاننا الدكتور ادريس الفاخوري، نظام التحفيظ العقاري بالمغرب دار النشر الحصور وحدة طبعة 2000 من .
3
تحيين الرسوم الطارية واثره على التنمية
ضبط الملكية العقارية وتطهيرها من جميع ما كانت مثقلة به من حقوق قبل تحفيظها، وحماية الدولة لها عن طريق اعتراف القانون المسبق لها ، وكذا تحقيق الأمن العقاري من خلال ما يوفره التحفيظ من دقة ووضوح وأمان من شأنه التقليل من النزاعات، وهو ما ييسر تداول العقارات، وتقوية الإئتمان العقاري وتشجيع حركة العمران، وتنمية الفلاحة وتمكين الدولة من معطيات لإنجاز المخططات الاقتصادية والاجتماعية 3.
غير أن هذه الفوائد لا تتأتى إلا من خلال التطبيق الدقيق والصارم لمختلف القواعد التي سطرها ظهير التحفيظ العقاري بشأن التقييدات على الرسوم العقارية، على اعتبار أن المهم ليس هو تحفيظ العقارات في حد ذاته بتأسيس رسم عقاري خاص بكل عقار، بل لا يعدوا هذا الأمر أن يكون مجرد خطوة أولى يتولاها ما هو أهم وأساسي ، ألا وهو مبدأ استمرارية إشهار مختلف العقود والتصرفات على صحيفة هذا العقار، وفي هذا الإطار نجد المشرع قد نظم كيفية التقييد والعقود والتصرفات التي تكون موضوعا للتقييد والأجال الواجب احترامها ، والقوة الثبوتية للتقييدات
وآثارها.
GUIGOUJ-L, LA PROPRIETE FONCIERE, ECONOMICA 1984. p98.
Inscriptions sur les livres fonciers marocains, l'immatriculation foncière en 300 question-reponses, administration de la conservation foncier du cadastre et de la cartographie, 1999.p152
4
تحيين الرسوم الطارية واثره على التنمية
إلا أنه ورغم وجود هذه القواعد ، فإن الواقع العملي أبان عن مجموعة من المشاكل التي طرحت ووقفت حجرة عشرة أمام نظام التحفيظ العقاري ، ويبقى أبرزها مسألة تحيين الرسوم العقارية التي تعني جعل البيانات المحددة في الرسم العقاري موافقة بدقة للحقيقة، بحيث أن التحيين ينبثق من المطابقة بين
وهكذا فقد كشفت المعالجة المعلوماتية لمعطيات السجل العقاري أن نسبة %30 و 40% من الرسوم العقارية غير
الرسم العقاري وبين الواقع.
محينة، ولا تعكس الحالة الحقيقية للعقارة.
https://drive.google.com/file/d/1U7Qvkt35BtbbRy4ackotDrXdCNUosErp/view?usp=drivesdk
أنظر جميع مقالات هذا الموضوع :
- رسالة ماستر بعنوان نظام الإكراه البدني بميدان تحصيل الديون العامة
- أطروحة الدكتوراه التدخل العمومي في التعمير
- العدالة التصالحية في جرائم الأسرة أطروحة دكتوراه
- التمكين الاقتصادي الاجتماعي بين النظرية و التطبيق
- رسالة ماستر بعنوان مؤسسة المفوض الملكي في القانون و القضاء الإداري المغربي
- رسالة ماستر بعنوان التقادم الجنائي وضرورات العدالة الجنائية
أنظر جميع مقالات هذا الموضوع :
- أطروحة العقد المبرم بطريقة الكترونية
- أطروحة منظومة الأوقاف العامة بين التأطير القانوني و الفقهي و القضائي
- أطروحة القرار التنظيمي في القانون العام المغربي
- أطروحة القانون البرلماني المغربي
- أطروحة دكتوراه بعنوان علاقة السياسة بالإعلام السمعي البصري بالمغرب
- سلطة القاضي في الاثبات في المادة المدنية
أنظر جميع مقالات هذا الموضوع :
- بحث تخرج الملحقين القضائيين بعنوان المحاكمة العادلة بين النظرية و التطبيق
- بحث تخرج الملحقين القضائيين بعنوان القضاء الإستعجالي في المادة الإدارية
- بحث تخرج الملحقين القضائيين بعنوان زواج المغاربة المقيمين بالخارج بين مدونة الأسرة والعمل القضائي
- بحث تخرج الملحقين القضائيين بعنوان التحكيم في نزاعات الشغل
- بحث تخرج الملحقين القضائيين بعنوان الهبة والصدقة إشكالية حوز الموهوب له من خلال أدلة الفقه والقضاء
- بحث تخرج الملحقين القضائيين بعنوان دعوى إتمام إجراءات بيع العقار المحفظ