رابط تحميل المقال اسفل التقديم 

مقدمة :

في ظل ما بات يعرف بثورة الاتصال الإلكتروني أو الثورة الرقمية نتيجة التقدم الملحوظ في وسائل الاتصال والمعلوميات، وما وفرته من إمكانيات هائلة في تبادل المعلومات والبيانات ونقلها عبر أثير الفضاء الإلكتروني.

مما دفع بالشركات وأصحابها للاستفادة من الميزات التي توفرها شبكة الإنترنت وذلك بالقيام بإنشاء مواقع تجارية لهم على الشبكة لتسهيل عملية التواصل مع عملائها وزبنائها أينما كانوا.

ولتأسيس هذه المواقع التي يكون الهدف منها ممارسة أعمال التجارة الإلكترونية. كان لابد من حجز وتسجيل عناوين إلكترونية، تتناسب مع أسماء هذه الشركات أو علاماتها التجارية.

وقد تفاجأ هذه الشركات عندما تلجأ للهيئات المعتمدة لتسجيل العناوين الإلكترونية أن علاماتها التجارية قد اعتمدت وسجلت كعناوين إلكترونية من قبل أشخاص آخرين، فإن كان في النظام القانوني التقليدي الذي يحكم العلامات التجارية يسمح بتسجيل علامات تجارية متشابهة لتمييز بضائع ومنتجات مختلفة. فالأمر على خلاف ذلك في الفضاء الإلكتروني، مما يطرح العديد من التساؤلات

86

المنازعات التجارية بين القانون والاجتهاد القضائي

القانونية التي لا حدود لها حول العلاقة التي تربط العناوين الإلكترونية بالعلامات التجارية، ومن له الأحقية في التسجيل على مواقع الإنترنت ؟ هل من كانت له الأسبقية في القيام بذلك أم صاحب العلامة التجارية التي تتشابه مع العنوان الإلكتروني المراد تسجيله ؟

وهل يمكن القول إن تسجيل عنوان إلكتروني مطابق أو مشابه لعلامة تجارية في الفضاء الإلكتروني يشكل اعتداءا عليها ؟ وهل يعتبر هذا التسجيل أنذاك تزييفا وتقليدا للعلامة التجارية ؟

تتخذ المنازعات بين العلامة التجارية والعنوان الإلكتروني عدة مظاهر، فقد يعمد مسجل العنوان الإلكتروني إلى تسجيل العنوان بهدف إعادة بيعه مرة أخرى بأثمان خيالية إلى المالكين الأصليين للعلامة أو لأحد المنافسين، ويمثل هذا الاعتداء نوعا مما يسمى بالقرصنة الإلكترونية للعلامات التجارية.

وأمام قصور النصوص القانونية الوطنية في حماية العلامة التجارية رقميا. سوف نقوم بدراسة هذه الظاهرة من خلال مبحثين، سنتناول في المبحث الأول) الجريمة القرصنة الإلكترونية للعلامة التجارية.

وفي المبحث الثاني نناقش الحماية الجزائية للعلامة التجارية في الفضاء الإلكتروني وآثارها.

المبحث الأول

تزييف العلامة التجارية عبر الفضاء الإلكتروني

ترتبط جريمة تقليد العلامة التجارية عبر الإنترنت بما يسمى بالقرصنة الإلكترونية (Cybersquattage) ، ) وتتمثل في قيام الغير بتسجيل علامة تجارية في

(1) عرف مجلس الشيوخ الأمريكي (Senate) القرصنة الإلكترونية بأنها عبارة عن التسجيل المعتمد سيء النية المتعسف للعناوين الإلكترونية على شبكة الإنترنت، والتي تنتهك حقوق أصحاب العلامات التجارية". "...deliberate, bad-faith and abusive registration of internet domain names in violation of

the rights of trade mark owners...".

هذا التعريف مشار إليه في قرار المحكمة نيوجرسي (New jersey الأمريكية في قضية (May Flower

(Transit

رابط التحميل 

https://drive.google.com/file/d/1Pbap_Bwdp6FYDIg8ZrTqyP9NcmV7xvcK/view?usp=drivesdk