الخطأ وصف معنوي مطلق، يحتمل الكثير من المعاني وتنطوي تحته الكثير من الأفعال، فكل فعل يخالف الصواب يعد خطأ ، ويمكن تصور كم الأفعال التي نستطيع وصفها بأنها أفعال خاطئة.
لقد كان الفقيه الفرنسي "دوما" أول من وضع الخطأ كأساس للمسؤولية بصفة مطلقة، حيث قسم الخطأ إلى ثلاثة أقسام : 1 –الخطأ الذي ترتب عليه جناية أو جنحة، وهنا يسأل الفاعل جنائيا من قبل الدولة بالإضافة إلى المساءلة من قبل المضرور.
2 –الخطأ الناتج عن الإخلال بالالتزام متفق عليه.
3 –الخطأ الناتج عن الإخلال بالتزام قانوني لا تتشكل به جناية أو جنحة، ويعتبر خطأ إهمال وعدم تبصر .
لكن المسؤولية التقصيرية عند انفصالها عن المسؤولية الجزائية الذي يتضح في القانون الفرنسي-حيث تم نزع وصف العقوبة في التعويض وظهرت الوظيفة الإصلاحية له - كانت بحاجة لضابط وجودها وتأسيسها، والخطأ أصلح الأسس التي قد تعتمد لوجود المسؤولية التقصيرية خاصة وأنها رغم القول بانفصالها عن المسؤولية الجنائية في القانون الفرنسي ، لم تزل متأثرة بها، حيث وجد ذلك الارتباط التاريخي بينهما، فهي مع هذا الارتباط الخفي، لا تزال بحاجة للفعل ووصفه كما في المسؤولية الجزائية أساسا لقيامها، ولكن طبيعة الأثر والحكم المترتب على وجودها وهو التعويض، وما يهدف إليه من جبر للضرر، أكد الحاجة لوجود ضابط فضفاض واسع، يوائم بين ضرورة جبر الأضرار وعدم قدرة المسؤولية التقصيرية على التخلص من ارتباطها بالمسؤولية الجزائية، فكان الخطأ يمثل المخرج الملبي لتلك الحاجات، والمتناغم مع الفكر الأخلاقي السائد في تلك الفترة الزمنية، ولقد تبناه القانون الفرنسي كأساس للمسؤولية التقصيرية من مدونة نابليون .
أنظر جميع مقالات هذا الموضوع :
- رسالة ماستر بعنوان التقييد الاحتياطي في ظهير التحفيظ العقاري
- الحماية الجنائية للوثيقة الالكترونية
- رسالة ماستر بعنوان دور القاضي الدستوري في المادة الجبائية
- ماستر حول موضوع مساهمة اللاتركيز الإداري في فعالية التدبير العمومي
- رسالة أزمة القواعد العامة للتعاقد في ظل إجراءات الوقاية والمعالجة من صعوبات المقاولة
- رسالة ماستر بعنوان الامن الرقمي ومكافحة الجريمة المعلوماتية في المغرب
أنظر جميع مقالات هذا الموضوع :
- أطروحة العقد المبرم بطريقة الكترونية
- أطروحة منظومة الأوقاف العامة بين التأطير القانوني و الفقهي و القضائي
- دور السياسة الجنائية في تحقيق الأمن الرياضي أطروحة دكتوراه
- إثبات دعوى استحقاق العقار غير المحفظ
- سلطة القاضي في الاثبات في المادة المدنية
- أطروحة القاضي الإداري و قواعد القانون الخاص
أنظر جميع مقالات هذا الموضوع :
- بحث تخرج الملحقين القضائيين بعنوان أحكام التعدد بين مدونة الأسرة و العمل القضائي
- بحث تخرج الملحقين القضائيين بعنوان زواج المغاربة المقيمين بالخارج بين مدونة الأسرة والعمل القضائي
- بحث تخرج الملحقين القضائيين بعنوان إشكاليات الحمل خارج مؤسسة الزواج
- بحث تخرج الملحقين القضائيين بعنوان الهبة والصدقة إشكالية حوز الموهوب له من خلال أدلة الفقه والقضاء
- بحث تخرج الملحقين القضائيين بعنوان ثبوث النسب بين النص والتطبيق